لماذا ادفع انا الثمن وحدي؟ وكيف حولنيالقانون من طفلة تدرس في الصف الثالث متوسط وتلهو مع صديقاتها وتمارس حياتها بكلعفوية الى ام مسؤولة عن تربية طفلة، كيف تربي الطفلة طفلة ومن يرعى من؟
تساؤلاتكبيرة حملتها طفلة عربية صغيرة حضرت الى 'القبس' وهي تحمل بين يديها طفلة حديثةالولادة وتحديدا لم يمض على ولادتها سوى 20 يوما والام لم تتجاوز الثالثة عشرة منعمرها، فرحة بما تحمل كأنها تحمل عروسة اشترتها من احد محلات العابالاطفال.
حقيقة مرة ومؤلمة وصرخة مدوية من طفلة ووالدتها في وجه وحش بشري كانسببا في تحطيم احلام طفلة واغتيال براءتها في نزوة حيوانية تدفع ثمنها الطفلة 'ه' طوال عمرها، وصرخة اخرى مدوية في وجه القانون لكي ينصف الطفلة 'ه' ويقتص لها من ذلكالسفاح.
البداية
'ه' الصغيرة تحدثت ل'القبس' عن اسرار قصتها المأساوية التيبدأت مساء يوم 2006/6/6 عندما طرق حارس العمارة التي تسكنها 'ه' مع والدتها ووالدهاوشقيقتها 'م' الباب وطلب منها السماح له بإبدال بعض 'اللمبات' المحترقة بالشقة وهوامر طبيعي تعودت عليه الطفلة 'ه' ذات ال13 عاما حيث كان الحارسيصلح الاضرار فيالشقة من باب الصيانة الدورية بالاضافة الى ان الحارس صديق والدها الذي دائما مايعطف عليه ويطلب منه ان يشاركهم الطعام.
تسكت 'ه' قليلا وتجهش في البكاءوتشاركها طفلتها الصغيرة البكاء ايضا كأنها احست بألم المعاناة التي تحس بهوالدتها، ثم تتحدث 'ه' مرة اخرى سمحت للحارس بالدخول وبدأ تبديل اللمبات وكنت جالسةاشاهد التلفزيون وفجأة ودون مقدمات هجم علي وشل حركتي ولم استطع مقاومته وكنتمصدومة من فعلته ولم اصدق فأنا كنت اناديه عمي وكان يأكل معنا على سفرة واحدة،وبعدها اغتصبني بوحشية وهددني بالقتل اذا ما ابلغت والدي بالحادث وانا غير مصدقةلما حدث.
تضيف 'ه' حاولت استيعاب الصدمة وانتظرت حتى عودة والدتي وابلغتها بماحدث ولم تتحمل هي الاخرى ولم يكن منها سوى الهجوم على الحارس وضربه وكانت في حالةهيستيرية، ثم علم والدي بما حدث فقرر ابلاغ رجال الشرطة الذين القوا القبض علىالحارس الذي انكر في البداية فعلته لكنه اعترف بعدما واجهه رجال الامن بالادلةوسجلت قضية هتك عرض.
استفهام
تقول الطفلة الام 'ه' لم اكن اعرف ما يحدث حوليوكل شيء كان مبهما وغير معروف، اذهب للمخفر ومرة اخرى اذهب للادلة الجنائية وكانتفي كل مرة اواجه اسئلة وفحصا ولا اعلم لماذا، بالاضافة الى انني كنت اشاهد نظراتالعطف في عيون الاطباء ورجال الامن وبعضهم كان يداعبني واخر يقدم لي الشكولاتة وكنتاسأل أمي عما يحدث وكانت تهون علي قائلة 'ان شاء الله سلامات'، وبعد ايام اخبرتنيامي بان الفحص اثبت اني سليمة ولا اعرف من السليمة ولكني شاهدت الفرحة بعين والدتيالتي كادت تطير من الفرح.
وتضيف الطفلة الام 'ه' رجعت الى حياتي الطبيعية والىمدرستي وصديقاتي وكنت كلما اشاهد الحارس الذي خرج بكفالة ابصق عليه، ولكن بعد ايامبدأت اشعر بعوارض غير طبيعية وبدأ شكل جسمي يتغير اختفت ملامح الطفولة وتحولت كأننيام عجوز وبدأت والدتي تذهب بي الى الاطباء وكان ذلك بعد الجريمة البشعة بثلاثة اشهروكان الاطباء يشخصون حالتي بانها انتفاخات وغازات وبعضهم ذهب الى انه ماء بالرئةحتى قطع احد الاطباء الشك باليقين عندما ابلغ امي بانني حامل وتنخرط الطفلة 'ه' فيبكاء مرير.
الأم المصدومة
لحظات قليلة من الصمت ثم تتحدث بعدها والدة الطفلة 'ه' وتقول لم يكن امامي سوى اللجوء الى النيابة العامة لاخبرهم بان ابنتي حاملوليست مثلما ادعى الذئب البشري بانه لم يغتصبها، حيث اصدر وكيل النائب العام امرابإلقاء القبض عليه وواجهه بالتهمة الجديدة وهي الاغتصاب الذي أدى إلى الحمل، الامرالذي أنكره مما دفع بوكيل النائب العام إلى تحويل ابنتي الى الادلة الجنائية لاجراءاختبار البصمة الوراثية، الذي كان رده قاطعا بان 'الحارس الوحش' هو والد الطفلةالتي حملت بها طفلتي الصغيرة، مشيرة الى ان وكيل النائب العام امر بحجز الحارسواحالته الى السجن المركزي.
المستشفى
وتضيف الام قائلة الطامة الكبرى كانتبان القرار شمل ايضا حجز ابنتي في الجناح العاشر في مستشفى الولادة وهو مخصص لقضاياالزنا والحمل السفاح وكانت طفلتي ضائعة وسط هذا الجناح ولم تخرج الا بعد ان شرحناظروفها لوكيل النائب العام، موضحة انها بعد ذلك ظلت حبيسة الشقة خوفا من الفضيحةحتى جاء يوم ولادتها قبل 20 يوما ووضعت طفلتها ودخلنا في مشكلة اخرى هي ان الطفلةالصغيرة وابنتي لا لن تخرجا من المستشفى الا بحضور الاب وعقد الزواج مما اضطروالدها الى تزويجها للحارس بموجب توكيل لانه كان مسجونا وبعدها تحولت ابنتي من طفلةبريئة الى ام وزوجة وهي لا تعي شيئا مما يحدث حولها.
وتضيف الام اعتقدنا انالمشاكل انتهت ورضينا بما قدره الله لنا لكن المعاناة تجددت من جديد عندما رفضالمسؤولون في وزارة الصحة ووزارة الداخلية استخراج شهادة ميلاد واقامة للطفلة بحجةان والدها مسجون.
تساؤل
مداخلة مختلطة بحشرجة بكاء وبصوت خافت تتكلم الطفلة 'ه' قائلة ما ذنبي انا في كل هذا ولماذا انا ام ومتزوجة وانا في الثالثة عشرة منعمري.. والدي خائف من الفضيحة وتنازل عن كل شيء والوحش بالسجن وانا وطفلتي ليس لناكيان، كيف اذهب للمدرسة وكيف العب مع صديقاتي، كيف اربي ابنتي ووالدي لا يتقبلهابالمنزل وكلما يشاهدها يتضايق مني ومنها؟!
وتضيف اريد جوابا لاسئلتي ومن يقتص ليمن المجرم الذي دمر كل شيء في حياتي وزاد بفعلته هذه الطفلة التي لا ذنب لها سوىانها طفلة نزوة شيطانية.
نداء
الأم تتدخل مرة اخرى لتختم الحديث بتوجيه نداءالى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ جابرالمبارك والى وزيرة الصحة الدكتورة معصومة المبارك بالتدخل لانقاذ مستقبل الطفلةالتي لا ذنب لها باستخراج شهادة ميلاد لها ومنحها اقامة حتى يمكن تعديلوضعها.
'القبس' سألت الطفلة الام عن اسم مولودتها واجابت بأنها اطلقت عليها اسم 'مشاعل' علها تجد من يشعل لها شمعة امل لكي تبدأ حياتها من جديد.
صرخة
كلمةاخيرة الى المسؤولين كل في موقعه، هذه القصة ناقوس خطر يدق بقوة ومعرض لها جميعابنائنا طالما كانت هناك وحوش بثياب ادمية تعيش بيننا ولا تحلل ولا تحرم وتستسهلالقانون وتعيث في الارض فسادا.. الطفلة 'ه' تحولت الى ام وفي غفلة من الزمن وفيغياب القانون الرادع.
تهديد
قالت الطفلة 'ه' ان الحارس وجماعته هددواعائلتي بالقتل إذا أبلغنا لكننا لم نخف وحركنا القضية.
عمالطفلة
تقول 'ه' ان عم الطفلة متكفل بدفع مصاريفها وهو الوحيد الذي يقفبجانب عائلتي.
لا أذهب إلى المدرسة
قالت 'ه' انها لا تذهب إلىالمدرسة منذ ان اكتشفت انها حامل ومنعت من اللقاء بصديقاتها واللعب فيالشارع.
لا أعرف أتعامل معها
ذكرت 'ه' انها لا تعرف كيف تتعامل مع طفلتهاالصغيرة وأمها تعتني بها.